سياسة

المغاربة لا يرون في بنكيران سوى حلايقي

 

بنكيران المهرج

قال الإعلامي الشهير، خالد الجامعي، معلقا على تصريحات المؤرخ المعطي منجب، بخصوص الهمة وبنكيران، “هذه وجهة نظر مؤرخ سياسي، يجب أن تحترم، والمهم فيها أنها فتحت المجال لمناقشات عميقة لمكونات المشهد السياسي المغربي، ولكنني لست متفقا معه في تحليل هذا”.

وأضاف الجامعي، في حديث لـزميلة “بديل.أنفو”، أنه في ما يخص ما قاله منجب حول علي فؤاد الهمة، بكونه قفاز الحكم، فهو ليس كذلك بل بالأحرى هو قفاز النظام المخزني الذي بدوره قفاز للمؤسسة الملكية، فالهمة كمن سبقوه في لعب هذا الدور كالصدر الأعظم باحماد، وأوفقير، والدليمي والبصري، وهم كلهم دال ومدلول (المخزن) ويمكن أن يتغير الأشخاص والمخزن مستمر هو نفسه”، معتبرا “أن الهمة يجسد النظام المخزني، الذي يعتبر الذراع الباطشة للملكية في هذه البلاد، كما أن الهمة هو الذي يدير عمليا وزارة الداخلية وبقية مصالح الأمن والمخابرات”.

أما في ما يخص بنكيران، وما وصفه به منجب بكونه يمثل “كبرياء الشعب المغربي” وبأن حزب “العدالة والتنمية مستقل عن السلطة ومعتدل”، وأنه (بنكيران) يمثل أيضا ” شطارة المستضعف، والقادر على توجيه لكمات مؤِلمة يصفق لها الجمهور”، فقد قال عنها الجامعي في الحديث ذاته، ” بنكيران لا يمثل كبرياء الشعب، وإنما يمثل مكونا من الحقل السياسي المغربي، وعندما يتكلم فهو لا يمثل كل الشعب وإنما وجهة نظر حزبه، ومن والاه من أتباعه، فغالبية الشعب المغربي في وادٍ وبنكيران ومناصروه في وادٍ أخر”.

وشدد الجامعي الذي كان عضوا باللجنة التنفيذية لحزب “الاستقلال” سابقا، “على أن غالبية الشعب المغربي يرى في بنكيران حلايقي، يتكلم اللغة اليومية للمغاربة، ويبيع لهم الكلام، ولكن جلهم لا يؤمنون بما يقوله، لأنهم واعون بسياسته الشعبوية مهما طالت، وأنهم فقط يمرحون بالبنكيرانيات “.

“يجب أن لا ننسى أن حزب العدالة والتنمية خرج من رحم المخزن، وما يدل على هذا هو علاقة بنكيران وإخوانه بعبد الكريم الخطيب، الذي كان مخزني حتى النخاع”، يقول الجامعي.

أما بخصوص المرجعية الدينية الواحدة للبجيدي والمؤسسة الملكية، وهي المذهب المالكي السني، يزيد الجامعي، “فهي مرجعية جميع الأحزاب المغربية، والفرق بين بنكيران والهمة والمخزن الذي يجسده هو فرق فكري وثقافي، فالهمة ومُعاصروه من رجالات القصر في عهد محمد السادس هم ذوو ثقافة وفكر فرانكفونية، أما بنكيران وجماعته فهم ذوو فكر إسلاماوي”.

وفي ذات السياق يقول متحدث الموقع، ” يجب التذكير في هذا النطاق، بالبرقية التي سبق ونشرها موقع ويكيلكس، للسفير الأمريكي بالمغرب، “طوماس غيلي”، في 23 غشت 2005، حول نقاش دار بين الملك محمد السادس، والسناتور الأمريكي، “ريشارد لوكاغ”، وحضره السفير المذكور، حيت قال هذا السناتور للملك إنه أجرى محادثات جد مهمة مع بعض أعضاء البرلمان المغربي، وأشار بهذا الخصوص إلى البرلماني عن البيجيدي، لحسن الداودي ، وعندما سمع الملك هذا الكلام استغرب وقال مخاطبا السناتور الأمريكي، “أريد أن أقول شيئا مهما عندما تتكلمون مع الإسلاميين، أكانوا معتدلين أو متطرفين، فإنهم كلهم ضد الأمريكيين”، وأضاف الملك ” لا تكونوا مغفلين، لأنهم يظهرون لكم معتدلين، لكن يجب أن لا تخطؤاو في رؤيتكم لهم، لأنهم كلهم ضد الأمريكيين”.

أما فيما يخص العلاقة الشخصية بين بنكيران والهمة ” فهما في عداوة وخصومة وحرب باردة ودائمة لكن الصواب يكون”، حسب الجامعي، الذي أشار إلى “ما كان بنكيران ينعت به الهمة سابقا عندما كان في المعارضة، إلى درجة أنه وصفه رفقة الماجيدي خلال حملته الانتخابية بأقذع النعوت وبكونهما يشكلان خطرا على الملكية كما طالب الملك بتنحيتهما”.

وأكد الجامعي، أن “ما يقوله منجب لا يمنع من أن يتمتع بحرية تعبيره كما لا يجب أن يقمع”، مضيفا أن “الرباح تكلم بلغة أكثر من لغة حصاد، عندما اتهم منجب بكونه يسعى لإثارة الفتنة وزرع بذور الشقاق بين الفرقاء السياسيين، باستعمال أدوات العدالة والتنمية، لتصفية حساباته مع الدولة”.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى