سياسة

الانتخابات الجزئية بسيدي إفني تعطل الجرار

ifni
 حقائق24
بقلم عزيز الوحداني
عرفت نتائج إنتخابات مجلس المستشارين الأخيرة ، والتي تم إعادتها بأمر من المحكمة الإدارية ،يوم الخميس 09 شتنبر، تجديد تزكية المرشح عثمان عيلة ،كمستشار برلماني ،وهي نتيجةستلقي بظلالها دون ريب على الإنتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها يوم 07أكتوبر المقبل، نجاح عيلة كانت صادمة للبعض، و منتظرة من طرف البعض الأخر،لكن ما لم يكن في الحسبان هو عدد الأصوات التي حصل عليها المرشح عثمان عيلة بإقليم سيدي إفني و التي فاقت كل التوقعات ، إذ حاز هذا الأخير على حصة الأسد من مجموع الأصوات الناخبة، و المثمتلة في 107صوتا مقابل 27صوتا لمنافسه ابوركى،الذي لم يضمن ولو مجموع الناخبين المنتمون لحزبه، و هي ضربة موجعة إعتبرها البعض كنتيجة لضعف تدبير البرلماني و الكاتب الإقليمي لحزب الجرار السيد ابودرار محمد لخيوط اللعبة إقليميا ، وهناك من فسر هذه الهزيمة النكراء لأبوركى ،كونها عقابا من طرف ساكنة إفني و قبائل أيت باعمران لهذا المرشح الذي كان سببا رئيسا في فقدان رئاسة الجهة.
أما ما يمكن إستنباطه من حصول عثمان عيلة الممثل لحزب الاستقلال،هو الحضور القوي لحزب الإتحاد الإشتراكي في شخص كاتبها الجهوي بلفقيه عبد الوهاب زعيم الحركة الوهابية كما يحلو للبعض هذا الوصف،حيث ساهم بشكل جلي في التأثير في منحى الأصوات الناخبة لصالح كفة الميزان، كون حزب الوردة يتوفر على أكبرعدد من المقاعد الانتخابية على مستوى جهة كلميم واد نون، و كنتيجة لهذا التنسيق بين الحزبين،فقد حصل المرشح الإستقلالي عثمان عيلة على ما مجموعه 498صوتا مقابل 246 صوتا لأبوركى،وهو فارق كبير أكد بالملموس أن حزب الاتحاد الاشتراكي مازال مؤثرا وفاعلا في تحديد الخريطة السياسية على المستوى الجهوي،ضاربا بعرض الحائط كل ما كان يتداول حول بداية تشتت هذا الحزب ،خاصة بعد خروج كل من بوليد ابراهيم و يحي افضن،رئيسي المجلس الإقليمي لسيدي إفني و كلميم، من جلباب الأب الروحي لحزب الوردة وشق عصا الطاعة،مما جعل بعض متتبعي الشأن السياسي ،إلى إعتبار هذا العصيان هو بمثابة بداية ضعف نفود بلفقيه داخل دواليب الحزب جهويا،وهو أمر ثبت عدم صحته على أرض الواقع .
إن توحد ناخبي الحزب على دعم مرشح واحد ،إضافة إلى التنسيق العلني مع حزب الإستقلال ،سيحدد مما لاشك فيه الخريطة السياسية المقبلة محليا و جهويا ، وهي رسالة مباشرة للمنشقين عن الحزب ،كون التمرد على بلفقيه لا يعد ورقة فاعلة من أجل التأثير في العملية السياسية.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى