وكالات

ساركوزي : محمد السادس من أعظم الملوك

أكد نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي الأسبق، حبه الدائم للمغرب، لأنه يشكل إحدى الدول الثلاث بشمال إفريقيا الأقرب إلى فرنسا، بل إنه الأكثر قربا، مشيرا إلى أن المغرب هو البلد الذي استطاع استيعاب، بشكل سلمي، الماضي المشترك، دون أي إحساس بالمرارة، وهنا يشير إلى الفرق الواضح مع الجزائر.

ولم يفوت ساركوزي الفرصة في كتابه “زمن المعارك” لتوجيه انتقاداته إلى إيمانويل ماكرون، لأنه لم يعرف اختيار الكلمات، ولا الإشارات التي كان ينتظرها المغاربة، مؤكدا أن تركيزه على الجزائر سيجر على فرنسا الخيبات، وهي قضية خلافية بينه وبين الرئيس ماكرون، يقول ساركوزي، مشيرا إلى أنه لا يرى ضرورة للمزيد من المبادرات تجاه المسؤولين الجزائريين الذين تظل تمثيليتهم وشعبيتهم داخل الجزائر ضعيفة.
وأعرب الرئيس الفرنسي الأسبق عن قلقه من تأثير جهود تحسين علاقات باريس مع الجزائر على العلاقة مع المغرب، مؤكدا أن”هذا التوجه يبعدنا عن المغرب، ونحن نجازف بخسارة كل شيء. لن نكسب ثقة الجزائر وسنفقد ثقة المغرب”.
ودعا ساركوزي إيمانويل ماكرون إلى عدم محاولة “بناء صداقة مصطنعة” مع القادة الجزائريين، وإلى التنبه للخطر أيضا من تدهور العلاقات بين باريس والرباط، قائلا “كلما حاولنا بناء صداقة مصطنعة معهم، إلا وازداد رفضهم لها”، يقول ساركوزي، مؤكدا أن المسؤولين الجزائريين في حاجة دائمة إلى عدو لتحريف أنظار الشعب عن الفشل العام، الذي أدخلوا فيه بلادا تعتبر من أغنى البلدان، بفضل المواد الأولية التي تتوفر عليها، خاصة في المجال الطاقي.
وقال إن فرنسا لا تحسب جيدا فرصة أن المغرب يقوده ملك مثل محمد السادس، الذي يخوض حربا ضد التطرف والتعصب، وهو من القادة المسلمين الأكثر التزاما بمعركة التنمية والحياة الديمقراطية في بلاده، وعلى فرنسا، وفي مصلحتها، مساعدته أكثر، لأن المغرب لا يتوفر على الثروات الطبيعية، ولا المواد الأولية التي تتوفر للجزائر. ودعا للمناسبة باريس إلى اتخاذ موقف واضح لصالح مغربية الصحراء، والتي تعتبر قضية إستراتيجية بالنسبة إلى المغرب.

وقال ساركوزي إن المغرب بلد شقيق، وعلى فرنسا أن تعتبره كذلك، مؤكدا أن المملكة أصبحت قوة إفريقية كبرى، بمقاوليها ومثقفيها وفنانيها ونخبتها، مؤكدا أن الملك محمد السادس، سيسجل في التاريخ، باعتباره أحد أعظم الملوك المغاربة، بالنظر إلى المسار الذي قطعه منذ توليه العرش، مضيفا أنه يحس بالقرب من المغاربة.
ويرى ساركوزي أن المغرب نجح في ولوج العالم المعاصر، دون أن يمس بنمط عيشه، وتقاليده وعالمه الخاص، فالمغاربة ليسوا في حاجة إلى شرح أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية، ولم يولد بعد من يسعى إلى إفقادهم إياها.

ودعا للمناسبة فرنسا إلى العمل على تطوير هذه العلاقات المتميزة مع المغرب، والحفاظ عليها، مؤكدا أن المغاربة أكثر حساسية في بعض الأحيان، داعيا إلى الحذر في هذا الصدد، لأن أي خطأ ولو كان غير مقصود، ستكون له عواقب وخيمة، “إن الملك هو الملك”، يقول ساركوزي، وهو أمير المؤمنين وسليل النبي، وعلى رئيس الجمهورية الفرنسية التصرف بحكمة لفهم هذه الخصوصية، واستخلاص الدروس منها في مجال البروتوكول، مؤكدا أن محمد السادس شخص ذو ثقافة واسعة وحس ثقافي دقيق، معترفا أنه في مرات عديدة، فوجئ بقدرته على استباق الأحداث، مؤكدا أنه يعرف كيف يكون صديقا مخلصا، ولا يظهر امتعاضه أو خيبته، لكنه يحس بها عميقا، فعدم الرد أو الهجوم لا يعني أنه لم يستوعب الأمر، إلا أنه يختار التحفظ والوفاء، فالزمن الإعلامي ليس زمنه، لأنه لا يقبل استغلال أفكاره، أو تحويرها من قبل وسائل الإعلام.

الصباح-

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى