ياسين مهما _
في ظل الظروف القاهرة التي يعاني منها رعايا صاحب الجلالة بتيديلي مسفيوة بإقليم الحوز ، تأبى الجماعة القروية لتيديلي مسفيوة إلا أن تنظم مهرجان تيديلي مسفيوة “مهرجان المهزلة” في نسخته الثانية ، التي من المفترض أنها جماعة فقيرة لا تتوفر على موارد مهمة تمكنها من معالجة الكم الهائل من المشاكل التي تتخبط فيها الجماعة ، لكنها فضلت للأسف أن تسخر جهودها لأنشطة ثانوية كهذا المهرجان “الفيشطة” المهزلة ، وحرصت أشد الحرص على توفير الدعم المادي لهذه المهزلة وذلك دون أدنى إشراك أو تشاور مع ساكنة تيديلي مسفيوة ، وهذا يعتبر إقصاءا ممنهجا يمارسه المسؤولون في الجماعة في حق ساكنة الجماعة لاعتبارات سياسية وولائية واضحة.
فأغلبية ساكنة جماعة تيديلي مسفيوة رافضة ومعترضة على هذا المهرجان ” الفيشطة” ، وذلك لإن الجماعة غارقة في مشاكل كثيرة وكبيرة وساكنتها تعاني في صمت ، فإذا كانت الجماعة -التي تدعي الفقر والعجز- قادرة على بذل مجهود لتوفير دعم كبير للمهرجان فلماذا لم تبذل نفس المجهود لتوفير ميزانيات مشابهة للتخفيف على الأقل من معانات السكان من مختلف المشاكل والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: حفر آبار لعدد من الدواوير ، مشاكل فتح الطرق القروية وفك العزلة عن ساكنة الدواوير التابعة للجماعة ، مما يدفعنا للتساؤل هل هو فعلا فقر في موارد الجماعة أم هو سوء تدبير لها على قلتها ؟؟!!
كل هذا ما هو إلا غيض من فيض المشاكل التي ترزح تحتها ساكنة تيديلي مسفيوة ، فهل من المعقول أن تترك الجماعة كل هذه الأولويات الملحة وتنكب على تنظيم مهرجان أو بالأحرى “فيشطة”؟ كأننا نحتفل بالإنجازات المهمة والمشاريع التي حققها المجلس الجماعي لتيديلي مسفيوة والتي مكنت الجماعة من الإلتحاق بركب التنمية والإزدهار الذي تشهده كل المناطق المجاورة .
إن تنظيم مهرجان تيديلي مسفيوة في هذه الفترة وفي ظل هذه الظروف المزرية التي تعيشها الجماعة وساكنتها ، يعتبر ضحكا على ذقون المواطنين وتسفيها لأحلامهم وتطلعاتهم البسيطة .
إن تنظيم مهرجان في هذه الظرفية ليس أولوية بتاتا ولا يساهم بأي شكل من الأشكال في تحريك عجلة التنمية التي غاصت في وحل الإهمال والإستهتار والعبثية وسوء التدبير .
فلماذا ياترى تعاند الجماعة القروية لتيديلي مسفيوة وتأبى إلا أن تنظم هذا المهرجان ” المهزلة” رغم غضب وسخط الساكنة على تنظيمه .
