مجتمع

جندي شاب بإنزكان يجسد قيم التأزر و يدفع عربة شيخ في أرذل العمر

حقائق24/إنزكان 

رغم كل مظاهر الضجر التي تلف حياتنا اليومية، لا بد بين الفينة و الأخرى أن تصدر عن بعضنا سلوكات تعيد الأمل و تؤشر على أن القيم النبيلة التي تربينا عليها لا تقبل أن تذوب و تتحلل في غمرة القسوة التي تسم بعض العلاقات الاجتماعية و تلغي بلا هوادة أواصر التضامن و التآزر و التعاضد.

في هذه الصورة رفضت إنسانية جندي شاب أن يتعرض شيخ في أرذل العمر للتعب في عز الحر الذي تشهده البلاد هذه الأيام، فما كان منه سوى أن بادر تلقائيا إلى التكفل بدفع عربة الشيخ. لقد كان اللقاء بينهما لقاء عمل، فالشيخ صاحب العربة يتعيش من نقل البضائع بالمحطة الطرقية و الجندي الشاب من المسافرين الذين ارتضوا الاستفادة من خدمات العربة المجرورة يدويا.

و كم رأينا شبابا غفلا في مثل هذه المواقف يكتفون باستعراض عضلاتهم و أزيائهم و تسريحات شعورهم الغريبة و هم يتفرجون على شيخ يدفع بعناء عربة مكتظة بالبضائع دون أن يلقى أية مساعدة منهم، لكن الجندي الشاب ليس من طينة هؤلاء، و لم يأب عليه كبرياء زائف و لا أنفة فارغة، أن يعفي الشيخ من تعب دفع العربة، فناب عنه بكل تلقائية.

هذه المبادرة الطيبة استفزت نوازع الخير في أحد مرتادي المحطة فاقتنص صورة كانت تعبيرا حقيقيا عن سعادة الشيخ بسلوك الجندي الشاب، لكنها بعد ذلك حظيت بإعجاب كل من اطلع عليها و صارت عنوانا للانسانية و الإحساس بالآخر، و هي أكثر من ذلك رسالة إلى كافة الشباب للعناية بالكبار الذين ما تزال لقمة العيش تفرض عليهم أن يمارسوا حرفا مضنية، في زمن سمته الرئيسية هي تراجع عائدات كل القطاعات بسبب ظروف الجائحة.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى