أثارت الزيارة التي قام بها وفد برلماني من بنما قادته كاتلين ليفي غارثيا نائبة رئيس الجمعية الوطنية لبنما في أبريل الماضي إلى المغرب، جدلا كبيرا في وسائل الاعلام البنمية.
ويعزى هذا الجدل بالخصوص إلى الكلفة العالية لهذه الزيارة التي كلفت دافعي الضرائب في بنما مبلغ 55 ألف دولار أمريكي بالإضافة إلى صورة البرلمانية أمام جمل في مراكش.
وقد حاولت كاتلين ليفي عن الحزب “بنمينييستا” الدفاع عن نفسها أمام وسائل الاعلام باتهامات حول قيامها بزيارة سياحية إلى المغرب وحصولها لوحدها على تعويض عن المهمة بقيمة 4900 دولار و7000 دولار قيمة تذكرة الطائرة.
وكانت نائبة رئيس الجمعية الوطنية لبنما مرفوقة خلال هذه الزيارة التي جاءت بدعوة من مجلس النواب بالمغرب بأربعة برلمانيين من بينهم مارييلا فيغا ودانا كاستانييدا.
وعبر عدد من منتقدي زيارة الوفد البرلماني في بنما عن استيائهم للصورة التي ظهرت فيها كاتلين ليفي أمام جمل في مراكش معتبرين أن الزيارة تبدو أشبه ما تكون رحلة سياحية. لكن البرلمانية نفت ذلك مؤكدة أن برنامج الزيارة كان حافلا باللقاءات من بينها استقبال الوفد البنمي من قبل رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي فضلا عن مباحثات مع نظرائها المغاربة.
وكدليل على نجاح هذه الزيارة، استشهدت البرلمانية البنمية بقرار البرلمان المغربي مضاعفة عدد المنح الدراسية الممنوحة لطلاب بنما من 10 إلى 20 منحة، بالإضافة إلى اتفاق بشأن السلامة الجوية، واتفاق آخر بشأن قيام حوالي عشرة من رجال الأعمال في بنما باستثمارات في المملكة.
وحسب أرقام نشرت في بنما فإن تنقلات النواب، كلفت ما يقرب من مليون دولار في زيارات لبلدان مختلفة في العالم ما بين سنتي 2014 و2016، وهو الأمر الذي أثار انتقادات لدى الرأي العام.
ولكن أكثر ما “صدم” البنميين، وفقا للصحافة المحلية، هو ضعف الثقافة العامة والسياسة العامة لدى ممثلي البرلمان. وأوضحت وسائل الاعلام المحلية أن نائبة رئيس الجمعية الوطنية أخطأت ثلاث مرات في إسم “جبهة البوليساريو” التي كانت تصفها ب “جبهة الشرطة” وهو ما يعد بالفعل أمرا صحيحا.
ووصف أحد المعلقين أن هذا الامر مؤسف عندما يتعلق الامر بشخص تلقى تعليما من مستوى عال وحاصل على إجازة في الاداب والحقوق مذكرا بأن بنما سبق لها أن دعمت في الماضي هذه الحركة.
لكن ذروة المفارقة -حسب أحد المنتقدين- تتمثل في الصورة التي تظهر فيها نائبة رئيس الجمعية الوطنية أمام جمل في مراكش كسائحة ترتدي “ملابس خفيفة” في “بلد أغلبية سكانه مسلمون”.
