حقائق 24/ محمد الحمراوي
هل تكتفي وزارة أنس الدكالي بإنشاء مؤسسات صحية ثم تتركها لحالها بدون أطر طبية؟ و هل تعتقد أنها بهذا الصنيع يمكن أن تخرس الألسنة المطالبة، عن حق،بالنهوض بقطاع الصحة العمومية فقط لأنها استنبتت هنا و هناك عبر تراب الوطن بعضه مستوصفات لا تيمن و لا تغني من جوع؟ ثم هل دور هذه الوزارة يتجسد فقط في إنشاء بنيات تحتية تجعل شعار تعميم الخدمات الصحية و الاستشفائية مختزلا في صروح إسمنتية؟
مدعاة هذه الأسئلة هو الواقع الرهيب الذي يعيش عليه المستوصف الصحي بقرية تيرنست بالجماعة القروية العرجان بإقليم بولمان.
شهادات من عين المكان كشفت أن هذا المستوصف يعاني من نقص حاد في الأدوية و التجهيزات الأساسية، غير أن الأدهى و الأمر هو غياب الأطر الطبية عن المستوصف بشكل مستمر تقريبا ما يشكل خطرا صحة ساكنة القرية في مواجهة أمراض مزمنة من قبيل داء السكري وارتفاع الضغط الدموي،وفق شهادات من التقيناهم و شددوا على ضرورة توفير طاقم طبي و تمريضي بالمستوصف ذاته، و الكف عن ترويج الشعارات الرنانة التي تدغدغ عواطف الساكنة دون أن تحقق لهم و لو نصف ما وعدت به، و تركت المستوصف عرضة للإهمال،كما لو كانت قد وهبته للأشباح لتتخذه سكنا.
فأين نحن، و الحالة هذه من برامج وزارة الصحة التي تبشر بتغيير الأوضاع المزرية التي يعيشها القطاع في المجال القروي و خاصة بالمناطق النائية من أجل الحفاظ على كرامة المواطن القروي وتوفير شروط التطبيب و العلاج و العيش الكريم ؟
