حقائق24- متابعة
بعد انتهاء فعاليات مؤتمر قمة المناخ “كوب 22” بمراكش، سيغادر المشاركون القادمون من جميع أنحاء العالم عاصمة النخيل تاركين وراءهم ما أعدته اللجنة المشرفة على التحضير للحدث الدولي، من تجهيزات وإصلاحات مست جانب كبيرا من معالم المدينة الحمراء، لتبقى رهن إشارة المراكشيين لسنوات مقبلة.
وكما تستفيد المدن الكبرى التي تحتضن تظاهرات عالمية كبرى، كما هو الشأن بالنسبة إلى مدينة ريو بالبرازيل بعد الألعاب الأولمبية أو جنوب إفريقيا بعد تنظيمها كأس العالم لكرة القدم، ستجني مراكش نصيبا محترما من البنيات التحتية التي شيدها المنظمون من أجل احتضان أشغال قمة المناخ، فضلا عن الإصلاحات الكبرى التي همت أبرز شوارع وأحياء المدينة الحمراء.
وفضلا عن المحصلة المادية لتنظيم حدث كبير من قيمة “كوب 22″، فإن مستوى الإشعاع العالمي لمدينة مراكش سيزداد حتما في ظل تغطية أشغال المؤتمر من طرف حوالي 1500 صحفي يمثلون مختلف وسائل الإعلام الدولية؛ وهو ما يمثل دعاية مجانية لفائدة العاصمة السياحية للمملكة، التي تعترف ساكنتها بالحركية والرواج الاقتصادي الملحوظ منذ انطلاق القمة، لا سيما بحضور ما يقارب 20 ألف مندوب من أزيد من 196 دولة، فضلا عن حوالي 30 ألف مشارك من هيئات المجتمع المدني.
عبد الحكيم العسري، فاعل جمعوي بمدينة مراكش، أقر بالفعل، في حديثه مع هسبريس، بـ”الفوائد التي ستجنيها المدينة من تنظيمها للمؤتمر العالمي حول التأثيرات المناخية”، مؤكدا أن المدينة ستصبح بفضل هذا الحدث أكثر شهرة من السابق نظرا لأن جميع الأنظار مسلطة عليها خلال هذه الفترة.
وسجل العسري مجموعة من المنجزات التي ستستفيد منها ساكنة المدينة؛ في مقدمتها تجديد وإعادة ترميم أزيد من 22 حديقة عمومية، فضلا عن ارتفاع عدد المساحات الخضراء، مضيفا بالقول: “مراكش أصبحت لها حلة أجمل مما كانت عليه.. في الشوارع الرئيسية والحدائق العمومية، وهذا الأمر سيرفع من جاذبية المدينة كوجهة سياحية عالمية”.
الفاعل الجمعوي أشار إلى استفادة المراكشيين عقب انتهاء “كوب 22” من حافلات كهربائية خصصت لنقل المشاركين في الحدث الدولي، مؤكدا على دخول خطين حيز الخدمة؛ الأول يربط بين حي المسيرة وجليز، والثاني في المحاميد، مبرزا أن البنيات التحتية والمحطات الخاصة بوقوف هذه الحافلات قد تم الانتهاء من تجهيزها.
من جانبه، لخص عبد العالي بومجدي، ناشط جمعوي بالمدينة الحمراء، التداعيات الإيجابية لتنظيم الحدث المناخي على الناحية الجمالية لشوارع المدينة، التي “صارت نموذجا على مستوى الصيانة والإنارة العمومية من نوع LED”، وفق تعبير المتحدث ذاته.
وانتقد بومجدي، في تصريح لهسبريس، اهتمام المسؤولين بمركز المدينة في الإصلاحات التي برمجتها اللجنة المشرفة على التحضير للمؤتمر الدولي، في ظل وجود أحياء هامشية في محيط مراكش تعيش ساكنتها الهشاشة، مضيفا بالقول: “ما غاديش نقولو العام زين، لأن أحياء عديدة في مراكش تعرف تفاوتا في التنمية مقارنة مع المركز.. وإلا كانوا غادي يقادو باب الدار يقادو حتى وسط الدار”.