جهويات

تثمين الثقافة بالصحراء المغربية: بين الرعاية الملكية ومعضلة التوزيع العشوائي

هشام العباسي

تعتبر الثقافة في المناطق الصحراوية جزءًا حيويًا من الهوية المغربية، وقد أعطى الملك محمد السادس اهتمامًا خاصًا للحفاظ عليها وتعزيزها. هذه الرعاية تأتي ضمن جهود الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التواصل الثقافي في المملكة، لكن مع التحديات الاجتماعية والتوترات التي قد تنشأ نتيجة التوزيع العشوائي للدعم الثقافي، تظل هناك حاجة ماسة إلى إعادة النظر في هذه العملية و بجدية.

من الضروري أن نتساءل: هل تستفيد الجمعيات الثقافية بالفعل من الدعم بشكل عادل ومتوازن؟ أم أن هناك تمييزًا وتحيزًا يحول دون تحقيق هذا الهدف؟ تحديد اللجان المشرفة على توزيع الدعم وضمان وجود معايير صارمة لاختيار المشاريع والجمعيات المستفيدة يمكن أن يكون أول خطوة نحو تصحيح هذا المسار. لكن، تظهر بعض التحديات والمشكلات في تنفيذ هذه الرعاية، و يعبر الكثيرون بجهة العيون الساقية الحمراء عن قلقهم بشأن الطريقة العشوائية التي تعمل بها هذه اللجان، والتي قد تهدد السلم الاجتماعي في المنطقة.

لضمان نجاح جهود تثمين الثقافة بهذه الربوع العزيزة، يجب أن تكون اللجان المكلفة بالدعم من أعضاء ذوي اختصاص وحاملين للشواهد والخبرات في مجالات الثقافة والفنون. هذا سيضمن تنفيذ البرامج والمشاريع بفعالية وشفافية، و يجب أن تكون هذه اللجان مكانًا للمشورة والشفافية، وليس مجرد جهة لتوزيع الدعم دون تفسير.

ومع ذلك، تثير حالات التمييز و التحيز الواضحة في توزيع الدعم الثقافي من طرف اللجنة المشرفة على الدعم مخاوف حقيقية حول النزاهة و الشفافية في عملية اختيار الجمعيات المستفيدة، كون هذا العمل العشوائي يتجلى تأثير في السلم الاجتماعي والثقافي بإقليم السمارة خاصة و جهة العيون عامة . فعدم وجود منهجية واضحة في اختيار المشاريع والجهات المستفيدة يؤدي إلى عدم تحقيق التوازن في تقديم الدعم الثقافي، مما قد يؤدي إلى ترك فئات كبيرة من الجمعيات بدون الفرصة المناسبة للانتفاع بالموارد المتاحة للدولة، بعتبار الثقافة بالصحراء واجهة رئيسية للتعريف بالمنطقة ، ومع ذلك، فإن عدم استفادة الجمعيات من الدعم الثقافي يشكل انتكاسة كبيرة لجهود تطوير القطاع الثقافي في الصحراء المغربية.

في النهاية، تثمين الثقافة في الصحراء المغربية يجب أن يكون عملية تشاركية ومستدامة، تضمن النجاح والتقدم الاجتماعي والثقافي في هذه المناطق الغالية والهامة، ومن المهم أيضًا تعزيز الثقة بين الوزارة والمجتمع المدني، وذلك من خلال استمرارية العمل اللجنة بشكل يخدم الأهداف المسطرة. يمكن تحقيق ذلك من خلال تحسين الإجراءات وتوضيح دور اللجان والمؤسسات ذات الصلة.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى