تربويات

التعليم الأولي بسوس يستنفر المجلس الأعلى للحسابات!

التعليم الأولي بسوس يستنفر المجلس الأعلى للحسابات!

سرعت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من وتيرة دمج التعليم الأولي وتعميمه، باعتباره ورشا يحظى بعناية ملكية خاصة. حيث ضمته للهيكلة التربوية الجديدة، بهدف تشكيل سيرورة تربوية منسجمة تسمى الإبتدائي وتتضمن 08 سنوات. وسعت الوزارة بذلك لتحقيق أقصى حد من تكافؤ الفرص لجميع الأطفال المغاربة، منذ سن مبكرة، تمهيدا لنجاحهم في مسيرتهم الدراسية، وحياتهم المهنية، تماشيا مع الرؤية الاستراتيجية 2030/2015 التي وضعته في مقدمة مشاريعها، وفي المرتبة الأولى في التنزيل الإجرائي لخارطة الطريق 2022- 2026، وعلى الرغم مما استثمرته الوزارة من أموال طائلة، إلا أن مجهوداتها اصطدمت باستهتار ولامبالاة بعض المسؤولين، وهو ما عكست النتائج الكارثية بجهة سوس ماسة.

قد تركزت الأضواء بأكاديمية سوس في إطار الشراكات التي عقدت مع الجمعيات المدنية لتدبير أقسام التعليم الأولي، على المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأوليFMPS، نظرا لما تم تمتعت به من امتيازات وصفها المختصون بأنها “مبالغ” فيها. وقد أتار تمتيع هذه الجمعية FMPS بامتيازات الاستحواذ على أقسام التعليم الأولي بالجهة خارج الضوابط القانونية، خصوصا من قبل رئيس قسم الشؤون التربوية ورئيس المصلحة المكلف بالتعليم الأولى بأكاديمية سوس، والمدراء الإقليميين وعلى رأسهم المدير الإقليمي بتيزنيت المهدي الرحيوي، دون سلوك المسطرة القانونية، وإخفاء طلبات العروض، في مقابل قطع الطريق على عدد من الجمعيات، خصوصا بالعالم القروي، حيث عدد التلاميذ قليل، مما تسبب في كوارث خطيرة العواقب، تهدد بنسف مجهودات الوزارة، وعلى رأسها بلوغ الجودة المنشودة، وتحقيف مبدأ تكافؤ الفرص.

وعلى الصعيد ذاته، أكد المختصون أن ما تراكم من أعطاب تدبيرية خطيرة، تخص تدبير ملف التعليم الأولي، خصوصا بمديرية تيزنيت، يهدد حاضر ومستقبل الأجيال الحالية والقادمة. وأرجعوا السبب في ذلك للفوضى العارمة في المحيط، والارتجالية والعبث التي غلبت على التأطير التربوي، القمينين بانجاح هذا الورش الملكي، خصوصا بعد إسناد جزء كبير منه بالجهة للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي باعتبارها مستحوذا فوق العادة، وفق الشراكة التي خرقت بنودها المنصوص عليها في دليل المساطر رقم 2820 بتاريخ 2020/07/21. وقد كشفت أرقام حصيلة هذه الجمعية FMPS بسوس على الفشل الذريع في تدبير هذا الورش الملكي، أمام السكوت المطبق والمريب لرئيس قسم الشؤون التربوية بأكاديمية سوس، ورئيس مصلحة التعليم الأولي بها والمدراء الإقليميين، وعلى رأسهم المهدي الرحيوي.

وعزا الخبير التربوي “سعيد بولانفاض”، الضعف المسجل إلى طبيعة الكفاءة التي يمتع بها المسؤولون الإقليميون للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، وعدم إلمامهم بالجوانب التربوية والتنظيمية والقانونية الدقيقة المنظمة للتعليم الأولي، وعلى رأسهم المسؤولة الإقليمية عن تيزنيت واشتوكة وإنزگان، مما انعكس سلبا على تدبير العملية التي رافقتها اختلالات خطيرها، منها تجاهل مقتضيات المذكرة 97 التي تنص على تشكيل لجن انتقاء مربيات، ومربين وفق معايير مضبوطة، ما نتج عنه تنظيم هذه الجمعية بتنسيق مع المدير الإقليمي المهدي الرحيوي لعمليات انتقاء غلبت عليها المحسوبية والزبونية.

وأضاف المتحدث ذاته أن قيام المدير الإقليمي بتيزنيت المهدي الرحيوي بإبعاد المفتشين التربويين للتعليم الإبتدائي من عملية انتقاء المربيات، باعتبارهم المتخصصين المسؤولين عن انتقاء أطر التدريس بمختلف المباريات الوطنية، خلف موجة استياء عارمة، خصوصا بعد إقدامه على تكليف موظفين متحكم فيهم، فاقدين للخبرة والأهلية العلمية، والكفاءة التربوية، والإلمام الواجب توفرهما في أعصاء لجن الإنتقاء، لتتحول اللجان التي شكلتها المديرية الإقليمية للتعليم بتنسيق مع المسؤولة الإقليمية للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بتيزنيت (ف.ض)، إلى حلبة للمضاربات، أفقدت نتائجها المصداقية، بعدما فاحت منها روائح كريهة أزكمت الأجواء التربوية، والتدبيرية لتيزنيت، إسوة بأغلب المديريات.

واستغرب ذات المتحدث من إبعاد المدير الإقليمي لتيزنيت المهدي الرحيوي للمفتشين وإقصاءهم من لجان انتقاء المربيات، بعدما كلفت أكاديمية سوس إسوة بباقي أكاديميات المملكة لعينة منهم (02 مفتشين تربويين عن كل مديرية) للاستفادة من تكوين وطني حول التعليم الأولي بالمدارس البلجيكية، امتد لموسم دراسي كامل بالدار البيضاء، وصرفت الأكاديميات عن كل مفتش 45000,00 درهم، إلا أن مديرها الإقليمي بتيزنيت اقصاهم ومنعهم عن عملية انتقاء المربيات، كما لم يكلف نفسه الاستعانة بهم في تكوين المربيات، مما يدفعنا للتساؤل حول أوجه صرف الميزانيات الضخمة التي صرفتها الوزارة لهذه الجمعية، وللأكاديمية، والمخصصة لهذا التكوين، مما يجعلنا أمام أحد وجوه هدر المال العام، التي استنفرت المجلس الأعلى للحسابات الذي سيفتحص قريبا مديريات أكاديمية سوس-ماسة.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى