ثقافة وفن

بديدة: الفيلم الأمازيغي مُطالَب بكسر طوق “أَمْغَار والحِمَار”

حقائق24-  متابعة

ميمون أم العيد لهيسبريس

حسن بديدة ( من مواليد 1960 بالدار البيضاء)

وُلدت بالدار البيضاء، وعشت سنوات طفولتي بكل من مراكش وأكادير.. تلميذ شقي لا يحب المدرسة، هكذا كنت. طُردتُ من الفصل بسبب كثرة التغيب واللامبالاة.

تأثرت باليسار، وكان أبي رجل أمن، فكنت أسبب له الكثير من المتاعب، إلى أن جاء أحد أعمامي لزيارتنا بمراكش، فجلبني للعيش معه بأكادير.. كان عمي دون أبناء، فعاملني مثل ابنه، وكان مؤهلا أكثر ليتحمل شقاوتي. ومنذ 1978 وأنا أعيش بمدينة أكادير.

سمعت بفرقة تدعى “أنوار سوس”، وبأن أعضاءها يتدربون بإحدى دور الشباب مرتين أو ثلاثا في الأسبوع، فترددت كثيرا على المكان، إلى أن تعرفت عليهم واختلطتُ بهم.

صرخة في الذاكرة :

سنة 1983 أسسنا فرقة سميناها “العهد الجديد”، وبعد سنتين أنجزنا مسرحية بعنوان “صرخة في الذاكرة”؛ وهي عمل مشترك بين ثلاثة فرق مسرحية: تاوشكينت، تيفاوين وكوميديانا.

كانت هذه المسرحية خليطا بين الأمازيغية والعربية، وأثناء تسجيلها في برنامج “سباق المدن” الذي كان يعرض حينها، طلبوا منا حذف العبارات والأسماء الأمازيغية، بذريعة أن الناس لن تفهمها، فرفضنا ذلك، وكانت النتيجة أن المسرحية لم تُعرض.

أهم إنجاز :

اشتغلت في ما يزيد عن أربعين فيلما تلفزيا، وأحببتُ أدائي لمسرحية “البركاصة” التي أديناها بثلاثة ألسن: الدارجة والأمازيغية والحسانية، وعرفت نجاحا كبيرا. أما أهم فيلم لي فهو “هم الكلاب”، الذي حصل على 28 جائزة دولية، وحصدت به جائزة أحسن ممثل ثماني مرات. كما أنني أديت أدوارا في أفلام بالأمازيغية، أهمها أغرّابو.

شاركت في بعض الأفلام الأمازيغية رغم أني لا أتكلم اللغة الأمازيغية.. كنت أحفظ الدور بعد فهمه. ربما تعرّضت للتعريب، لكن مع ذلك تبقى الأمازيغية ثقافتي، وجزءا من هويتي.

أتحفظ على استعمال عبارة “الفيلم الأمازيغي”، إذ أرى أنه فيلم مغربي له خصوصيات، ولا يجب حصره في الأمازيغية؛ فهو الأصل، وهو الذي ينقل الثقافة المغربية.

عامل المُوقْف :

هناك تحسن كبير مقارنة بالماضي.. علينا أن نعترف بهذا؛ لكن الفنان يحتاج إلى المزيد من القوانين التي تحفظ حقوقه وكرامته، لأن بطاقة الفنان لا تخول له أي شيء، على الأقل في الوقت الحالي.

الفنان حاليا مثل عامل المُوقف، ينتظر من ينادي عليه ليشتغل وإلا فالعطالة الفنية في انتظاره.. هناك فنانون لهم مداخيل أخرى، وهناك من يعيش من الفن، وهناك من كانت له مداخيل مهمة وأهدرها في “لالا ومالي”.

هناك فرق في التعويضات، لكن ليس على أساس عرقي، بل هي مسألة أسماء وحضور، و”المنتج إلى لقا يطحنك يطحنك”.. قد يتدخل أحيانا ليستبدلك بفنان أقل في الأجر. أما “بّاك صاحبي” والزبونية فهي ظواهر موجودة في المجال الفني ككل المجالات في هذا البلد.

أمغار والحمار :

هناك من يرى أن أفلام “الڤيسيدي” تافهة؛ وإن كنت لم أشتغل في أي منها، إلا أن فترتها كانت مهمة جدا في تاريخ السينما المغربية.. لقد اكتَشَفَتْ وكوّنَت لنا جيلا من الممثلين الموهوبين. وهذا الأمر موجود فقط في سوس، وغير موجود في الريف أو في منطقة أخرى.. الفنانون في سوس أدركوا منذ مدة أهمية الفن، واستثمروا أموالهم ووقتهم في إنتاج هذه الأفلام.. في أمريكا توجد أيضا “السينما المستقلة”، التي تعالج قضايا شعبية وكبيرة، وهذا ما يجب أن تقوم به السينما الأمازيغية أيضا.

هناك مواضيع غير مطروقة، وعلى المهنيين في هذا المجال أن يُخرجوه من قوقعة الدوار والحمار وأمغار؛ فالثقافة الأمازيغية أكبر بكثير من هذا الثالوث، ويمكن للفيلم الناطق بهذه اللغة أن يؤدي أدوارا مهمة ويتطرق إلى مشاكل آنية ومواضيع أكبر من مواضيع المثارة حاليا.
كما يجب الابتعاد عن التهريج المجاني، مثل وضع “دانون” في الخبز لإضحاك الناس، وإعطاء صورة سيئة عن الأمازيغ ساكني القرى.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى