جهويات

الى الشعب القطري الشقيق : الحليب المغربي (سنترال دانون) شرد عماله قبل الوصول اليكم.

 

مولاي احمد الجعفري

 

 

 

 

من غرائب الصدف ان يتزامن تزويد الاسواق القطرية بحليب الضيعات المغربية (سنترال دانون) مع مجموعة من الوقفات والاعتصامات والاضرابات عن العمل التي يدشنها عمال الشركة الاولى بالمغرب ، والتي كانت تابعة للهولدينك الملكي ” اونا” قبل تفويت نسبة منها للشركة الفرنسية (دانون) ، والتي جاءت بسياسة تسريح العمال و تقليص اليد العاملة و حرمانها من الامتيازات التي كانت تستفيد منها عند الشركة الام .

 

 

المستثمر الفرنسي بسياسته الترهيبية و تدبيره الذي لم يأخد بعين الاعتبار مصالح الشغيلة ، جعل هذه الاخيرة تخوض مجموعة من الاشكال النضالية دفاعا عن مصالها المهضومة، بعد اضرابات وجدة و مكناس والدار البيضاء وتمارة اليوم شغيلة سلا تخوض اضرابا لمدة 48 ساعة مع وقفة واعتصام داخل فرع الشركة بسلا.

 

 

هؤلاء مطالبهم بسيطة الا انهم يواجهون بآذان صماء من طرف المسؤولين الذين اختاروا سياسة الترهيب عوض الحوار مع الشغيلة .

 

 

 

 

ليس بغريب ان تتزامن هذه الاضرابات مع فتح السوق القطرية من طرف الدولة في وجه هذه الشركة ، والتي وجدت من خلالها منفدا للتهرب من مطالب العمال وسوق بديلة لتصريف فائض الاضرابات ، عوض ان تغلق عنها الدولة المنافد حتى تجد حلا لمشكلتها الداخلية مع الشغيلة التي اصبحت مع هذه الاوضاع مهددة بالتشرد ، ومعلوم ان شركة (سنترال دانون) تعتبر من اكبر الشركات في صناعة الحليب ومشتقاته بالمغرب وتستحود على نسبة تفوق %50 من السوق الوطنية وتشغل يد عاملة تتجاوز 12 الف نسمة ، وهو ما يعادل تعداد ساكنة بعض المدن القطرية .

 

 

 

 

ما يندر بالخطر ولايبشر بالخير طبعا هو حالة التصعيد و تهرب المسؤولين داخل الشركة من الحوار لتتفاقم الازمة بين النقابات العمالية وادارة الشركة المركزية، مما يجعل مصير الاف العمال في خطر ، وهذا ليس سوى ناتج تفويت الشركات المغربية للفاعلين الأجانب دون المراعات في دفاتر التحملات لظروف الشغيلة وتقييد المستثمر الاجنبي بشروط تضمن حقوق العمال .

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى