حقائق24
جهة سوس عموما، ومدينة أكادير على وجه الخصوص، كانت دوما على قائمة المناطق المستهفة من طرف العديد من الخلايا الإرهابية بالمغرب حسب دراسة نشرها الصحفي المتخصص في الجماعات المتطرفة إدريس ولد القابلة. حيث أكدت هذه الدراسة المعنونة ” محاكمات الإرهاب بالمغرب “، أن تفجير مرافق حساسة بأكادير كان ضمن أولويات جماعة الصراط المستقيم التي تأسست سنة 1996 في الدار البيضاء على يد زكرياء الميلودي وبدأت عمليات الاستقطاب في أوساط الأقرباء و على صعيد مجالات مغلقة، لاسيما في الأحياء الهامشية و المهمشة. كما أشارت ذات الدراسة إلى خلية أخرى سماها خلية أكادير التي استهلت عملياتها باغتيال مواطنة فرنسية عائدة من الشاطئ بواسطة السلاح الأبيض أثناء مرورها بأحد شوارع مدينة أكادير الرئيسية، وذلك بعيد أحداث 16 مايو بالدار البيضاء. وهي الخلية التي قال ولد القابلة بأن عناصرها البالغ عددهم أربعة عشر بايعوا أميرا لها من مواليد سنة 1970 بأكادير، سبق أن حوكم بتهمة العنف ضد الأصول (الوالدين) سنة 1996، ومستواه التعليمي لا يتجاوز الخامسة ابتدائي، ويتخذ من بيع الكتيبات الدينية أمام المساجد مهنة له.
وكانت هذه الخلية تستهدف الأجانب وتنوي تفجير الحافلات السياحية و تستعد للهجوم على مؤسسات سياحية و صناعية، بعد حصولها على كمية من المتفجرات من خلال السطو عليها من المقالع التابعة لمعمل الأسمنت بالمنطقة.
وفي الدراسة نفسها أكد ولد القابلة أن شبابا منحدرين من منطقة سوس كانوا عرضة للاستقطاب من قبل جماعات متطرفة وشيوخ منظرين للإرهاب، حيث ذكر بالاسم المعتقل السابق محمد الفيزازي الذي طالبت النيابة العامة أثناء محاكمته بمتابعته بأقصى فصول المتابعة لكونه عمل على استقطاب الشباب لتحويلهم لقنابل بشرية لنشر الرعب في البلاد و بين العباد، إضافة إلى محمد النكاوي الذي تكلف بتوزيع مجلة السرايا، لسان حال حركة المجاهدين بالمغرب على بعض من استقطبهم بأكادير. حالات أخرى لم تشر إليها دراسة الكاتب الصحفي إدريس ولد القابلة بشأن التهديد الإرهابي الذي يحذق بسوس، لكن حسبنا هنا التذكير بحالة الخلية الإرهابية التي أعلنت وزارة الداخلية عن تفكيكها في وقت سابق وضمن أعضائها أستاذ للتربية الإسلامية بمدينة تيزنيت، تم تكليفه باستقطاب عناصر متشبعة بالفكر الجهادي في أفق التحاقهم بمعسكرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي تمكن من نسج علاقات تنسيقية ببعض قادته البارزين عن طريق بعض المواقع الالكترونية الجهادية.
