مجتمع

“المتسولة الثرية” موضوع خطبة الجمعة بأحد مساجد أكادير

حقائق24|أكادير

لاتزال تداعيات المرأة التي  تمتهن التسول  بأكادير ،والمتابعة في حالة اعتقال تثير جدلا ، بجميع مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصل صداها الفنوات العالمية، ومنابر المساجد .

واستهل خطيب الجمعة بمسجد إمام مالك بحي ليراك بواركان بأكادير ، الخطبة بموضوع التسول ، بعد الضجة التي أثارتها “المتسولة الثرية”، كظاهرة إجتماعية أصبحت ممارسة خطيرة وفي تطور مستمر ، بين فئات المجتمع، من جميع الأعمار ومن الجنسين، فتيات ونساء ورجال وكبار السن يمتهنون على حد سواء “مهنة التسول”.

وأضاف الخطيب انا بعض المتسولون محترفون يمتلكون ملايين العقارات، بعدما صار التسول تجارة مربحة لا تبور مع مرور الأيام ..يستعمل الكثير منهم رأفة الناس بهم وأريحية البعض الآخر لتكديس الأموال يوما بعد يوم، أو بتغيير الأماكن والمدن أحيانا، والهدف جمع أكبر عدد من الأموال لحماية النفس من غدر الزمن ونوائب الدهر.

إذن هي قصص متعددة ومختلفة، والهدف منها طلب الرأفة كي تمد يدك إلى جيبك وتخرج منه بعض القطع النقدية التي يحدد قيمتها عادة المتسول وتمنحها إياه، ليغرقك بعدها بدعوات الخير والنجاح التي تترك أثرا في نفسك، من قبيل “الله يفرجها عليك”.

والمتسول إنسان حقر نفسه، وأراق ماء وجهه، واستغنى عن كرامته وحيائه، وبدأ يمد يديه للناس أعطَوْه أو منعوه، وإذا كان هناك إنسان يعجِزُ عن العمل ولا يجد قوتَ يومه، فهذا له عذره في الحاجة إلى الناس وامتهان التسول، ولكن ما بال هذا القادر على العمل يقبَلُ على نفسه الاحتقارَ والذلَّ والمهانة، ويتكفَّف الناس؟ وكيف يكون موقفُنا نحن مِن هؤلاء المتسوِّلين القادرين على العمل؟

وكم هم الفقراء والمحتاجون، الذين نَعرِفهم ويعرفهم الكثير! ومع ذلك تجدُهم متعفِّفين عن سؤال الناس، ولا يسألون إلاَّ الله الرزَّاق ذا القوة المتين؛ لأنَّهم أيقنوا أنَّ الرزق من الله وحده، وبيده وحده، فامْتثَلُوا أمرَ ربهم تبارك وتعالى القائل في مُحكم التنزيل:
وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات: 22]، ولقدْ امتدحهم الله تعالى لعدم مدِّ أيديهم للناس أو سؤالهم؛ فقال تعالى: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾ [البقرة: 273].

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى