جهويات

إنزكان : تسيب أمني بجماعة القليعة و الساكنة تستنجد بمركز للشرطة

حقائق24

نظمت بعض من ساكنة جماعة القليعة التابعة ترابيا لعمالة انزكان ايت ملول  مسيرة تطبيلية و تهليلية لدرك المنطقة ، لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 80 شخصا من بعض المحسوبين على جمعيات المجتمع المدني و نقابات  ، وشكلت حدثا مبهوم المعالم  ليس بحجمها فقط، إنما أيضا بموضوعها، الذي ولأول مرة، سيتم من خلاله  الاحتفاء بالدرك الملكي بالمنطقة  ، بعدما كان في الأمس القريب توجه له الساكنة  أصابع الاتهام .
‎وفي هذا الصدد،قال أحد الفاعلين الجمعوين بالمنطقة في حديث ل حقائق24، إن ما تعرفه جماعة القليعة اليوم هو وليد مرحلة محددة، كانت فيها عناصر الدرك الملكي تغض النظر عن فرق الإجرام والمجرمين، إذ لا يعقل، يضيف المتحدث ل “حقائق24” ، أن تمضي أكثر من سنتين، ولم يتم فيها القبض على مجرم واحد، والآن وبعدما تم قتل رئيس إحدى العصابات بالمنطقة، تحركت الأجهزة الأمنية بكل ثقلها وتمكنت في ظرف وجيز من القبض على العديد من المتورطين. وبالتالي، ألا يطرح هذا، تساؤلا غريبا عن سر هذه الطفرة في التعامل مع عناصر الجريمة؟
‎وعلى أي حال، ومهما كانت الجهة المسئولة عن هذا الوضع، فالذي يجب أن يعرفه الرأي العام  وكافة الأجهزة المعنية، هو أن القليعة تحتضر وأن شبابها ونساءها اليوم يعيشون تحث سلطة الخوف، وليس سابقة، إذا ما اشرنا، إلى ان نساء المنطقة، أكدن، أن فلذات أكبادهن أصبحن عرضة للاغتصاب تحث التهديد وان حالات كثر منهن، يتم الآن الصمت عن وضعيتهن تجنبا  للعار والفضيحة وخوفا من بطش هذه الفرق الإجرامية، تقول خديجة ، المرأة التي تختزن الكثير عن ذاكرة المدينة وعرّفت نفسهال حقائق24  فقط بالمرأة المواطنة، أن حالات الاغتصاب تعددت، وأن السبب واحد هو التهميش والفقر والجهل والخوف الانسيابي الذي لا حدود له من أشباح تستعصي عن القبض ولم يعد بمقدور أحد  الوقوف في وجهها.
‎وعن الوضع ذاته،قال احد التلاميذ ل “حقائق24” ، إننا لم نعد  نعرف ماذا نفعل، فظروفنا أحيانا ،هي التي تقودنا عند  هذه العصابات لأنهم بصراحة/ تا يدورو معانا/ ولأننا لا نجد ما نفعل.. فجماعتنا لا تتوفر على ملاعب رياضية أو أماكن الترفيه..فقط هناك دار الشباب ميؤوس من وظيفتها، مادام المسؤول عنها في غيبوبة تامة عن الشأن الثقافي.
‎تصريحات أخرى لتلاميذ كثر، يخجل القلم من وصفها، لأنها توحي فعلا، أن المال الحرام بسط سلطته على هذه العقول البريئة، وان الذي يحكم في الأخير هو الأقوى ولا أقوى بجماعة القليعة من جبروت سلطة المخدرات بكل أصنافها، تضيف خديجة، أحيانا نحس أننا لا نجانب الصواب حينما نؤشر على أن الأمن وحده يتحمل مسؤولية ما يجري هنا، بما أن هناك جانب من المسؤولية تقع على عاتق الآباء والأمهات ممن يعرفن وضعية أبنائهن ويتحاشين طرح الموضوع على مستويات أعلى ، لكننا وبعدما عانقن معاناة الساكنة تبين لنا أن بعض الجهات ممن كان يفترض فيها الدفاع عن كرامتنا كانت جد متورطة مع صوت الفساد، بحيث اكتشفنا أن العديد من الشكايات لدى رجال الدرك كانت تجد طريقها بسرعة فائقة لدى  رؤساء هذه العصابة لتتحول بعدها من أمل في الأمن والاستقرار إلى معاناة حقيقية و تهديد مباشر غالبا ما يصل إلى درجة زهق الأرواح أو التلويح بالاغتصاب والخطف.
‎صيحة خديجة  من وسط هذه الجماعة ، تبقى واحدة من بين عشرات النساء ممن تحترق قلوبهم بالأسئلة المشاكسة،  لكن سلطة الواقع المتشظي والخوف من أن تتحول الكلمات إلى نار  يجعلهن يخترن الصمت والركون عوض البوح القاتل؟ فهل  ستكفي كلمة التي ترددت في أكثر من شكل وصيغة على لسان خديجة  من أن تفي بالغرض، وأن تجعل صوت العدالة يتخذ مجراه،  ويكون سندا قويا لمن لا سند له، أم أن أخطبوط الفساد سيُعجل بنهاية صوت استفزازي أبى إلا أن يعبر بكل طلاقة عن مواقف ظلت في سلة طابوهات محكوم على من ينبش فيها مسبقا؟.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى