الرأي

الطوارق الجدار العازل بين شمال القارة وجنوبها الذي بدأ يتهاوى أمام إرهاصات الحرب بين الرجل الأسود والابيض على جانبي البحر الابيض المتوسط

الطوارق الجدار العازل بين شمال القارة وجنوبها الذي بدأ يتهاوى أمام إرهاصات الحرب بين الرجل الأسود والابيض على جانبي البحر الابيض المتوسط

نظرة بديلة  للحروب القادمة

إذا كان جل كتاب الحرب قد صنفوا  الحروب إلى حروب تقليدية تديرهاالجيوش النظامية (الجيل الأول) وحروب إلكترونية ومعلوماتية أو ( الحربالسيبرانية) (الجيل الثاني) وحروب غير متكافئة (البشر والروبوتات،والفضاء الالكتروني  (الجيل الثالث) الخ،  وإذا كان صموئيل هنتغتون قدذهب في كتابه المثير للجدلصدام الحضاراتإلى أن الحروب القادمة لنتكون بين دول ودول (حروب قومية) ولكن بين الثقافات والمعتقدات الدينيةالمختلفة، فإننا يقينا يمكن لنا ان نضيف إلى هذه الأراء جميعا نظرة جديدةوهي أن الحروب القادمة ستكون حتما بينالرجل الأبيض والأسودوسيكون القسط الأكبر من هذه الحروب الحزام الساحلي الصحراوي(الصحراء الكبرى) التي ستكون بلا منازع مسرحا لأحداث الحرب القادمةبين الرجل الأبيض والاسود.

بينما تتجه عيون العالم ووسائل إعلامه المختلفة صوب الحرب الأوكرانيةواحتمالات الحرب النووية بين التكتل الغربي بقيادة الولايات المتحدةالامريكية والتكتل الشرقي بقيادة روسيا والصين وإيران  وانشغال الجزءالاخر من العالم بخطر التغيرات المناخية، فان هناك حرب عرقية شاملةيحضر لها على نار هادئة بعيدا عن الأنظار وعن النقاشات الجادةوالمعتادة.

ففي توقع لزمن غير بعيد تشير القرائن إلى أنه سيكتوي فيه سكان جانبيالبحر الأبيض المتوسط بنار حروب عرقية مدمرة تأتي على اليابس والاخضر. إن الشواهد الملموسة على الأرض وقراءات المستقبل، تقودنا جميعا إلى أندولا مثل ليبيا والجزائر وتونس وموريتانيا وهي دول كانت تنعم حدودهاالجنوبية منذ قرون بسلام وحماية مجانية بفضل تمركز القوة بأيدي أسيادالصحراء (الطوارق) ولكن مع تزايد تراجع هذه القوة في العقود الاخيرة،سوف تشهد هذه الدول مستقبلا ثورات وحروبا عرقية تقودها قبائل الزنوجالقادمة من جنوب الصحراء، في اجتياح كاسح وشامل للمدن والشواطئالجنوبية  للبحر الأبيض المتوسط . وستطال نيران هذه الحروب المؤكدةالشواطئ الشمالية للمتوسط بعد قرون من المحاولات ومن الحروب الأهلية  الدامية التي اتخذت عبر العقود الأخيرة أوجها كثيرة في مواجهة مصيريةمع حراس الحدود الجنوبية التقليدين (الطوارق). والجدير بالذكر هنا، هو أندول الشمال الأفريقي على الشواطئ الجنوبية للمتوسط (ليبيا والجزائرتحديدا) تهيمن عليها منذ تأسيسها أيدولوجيات وأنظمة عنصرية تنتهجسياسية عدوانية أقل ما توصف به أنها سياسية جوفاء وغير مدروسة تجاهأشقاءهم الطوارق الذين شكلوا على مدى القرون الماضية جدارا بشريا عازلاوحاميا عمل دائما على فصل الجزء  الشمالي من الصحراء عن جنوبه.

والغريب حقا، أن هذه الدول وفي مقدمتها الجزائر، عملت على إضعافوتدمير ما بات نطلق عليه اليومالجدار العازل” (الطوارق) مما أدىتدريجيا إلى تمدد الخطر نحو مناطق الشمال. وإذا لم تدرك هذه الدولالمسألة وتسرع في تصحيح سياستها العدائية مع إخوانهم في العرقوجيرانهم التاريخيين الطوارق فستجد نفسها وفي وقت غير بعيد على خطالمواجهة، بل ستكون ساحة لحروب أهلية مدمرة مع أقوام جنوب الصحراءالذين يعدون أنفسهم لهذه المعركة المصيرية.

وقد تبدو للبعض هذه القراءة مجرد تكهنات أو حتى ضرب من الخيالخصوصا لمن ليس لديه إطلاع جيد على تاريخ المنطقة وعلى دور الطوارقفيها بدءا بالعصور القديمة ومرورا بنشر الإسلام وتعاليمه السمحة وحمايتهمللشمال من أقوام إفريقيا المختلفة القادمين من جنوب الصحراء.

ولقد عاشت الصحراء قبل الترسيم المشؤوم للحدود في ستينيات القرنالماضي، تحت رحمة وحراسة محكمة من قبل الطوارق.   وكان كل من يتحركفيها ابتداء من قلاع مرزق شرقا ومرورا بواحات الحمادة الحمراء وغداميسشمالا إلى حافة نهر النيجر غربا حيث مدينة (تين بكتو) وجبال آيرازواغجنوبا، إما تحت حمايتهم او تحت رحمة سيوفهم الحادة.

 وتخبرنا الروايات والسجلات التاريخية، أن أول مغامرة وتمرد على أسيادالصحراء في العصر الحديث، تلك التي قادها الكومندان الفرنسي المشهورفلاترس في عام 1881  حيث انتهى به مصيره هو وكافة أفراد فرقته المكونةمن 400  مقاتل إلى إبادة جماعية على يد فرسان منطقة الهقار (جنوبالجزائر). هذه الحادثة تسببت في تأخير تقدم الفرنسيين في دخولهم إلىإفريقيا قرابة 45 عاما إضافية كما أجبرت في نهاية المطاف الرئيسالفرنسي شارل ديجول إلى عرضه على الطوارق استقلال صحراءهم  كأولمنطقة تنال الاعتراف والاستقلال في إفريقيا، ولكن هذا العرض قوبل برفضتام من قبل الطوارق الذين فضلوا مواصلة القتال بجانب شعوب المنطقةالثائرة ضد فرنسا.  

سياسة الأرض المـحروقة وتطهير الأرض منالبيض” 

تاريخيا عرفت منطقة الصحراء الكبرى حروبا دموية كثيرة حاولت من  خلالها قبائل الزنوج من الفولان والهوسا والسونغاي والزارمة والبانباراالتمدد شمالا في محاولة مستميتة للزحف على العنصر الابيض تحديدا فيمنطقة أزواغآيار (حاليا النيجر) وأزواد (حاليا شمال مالي) سيما فيمنطقة آربندا ومنكا ولكن قوبلت تلك المحاولات الدموية جميعا بفشل ذريع. ولعل أبرز هذه الحروب الحديثة العهد،  المعركة الدموية الشهيرة التي دراترحاها بين الطوارق من جهة وقبائل الهوسا والفولان من جهة أخرى.  حيثتقول لنا الروايات التاريخية، أن قائد قبائل الفولان أوسمان فوديو حاول فيإحدى حملاته الاستيلاء على منطقة منكا الخاضعة آنذاك لحكم قبائلايموشاغالطوارق وزعيمهم القائد المشهور صريم أغ غبدي أغ خوا. وتقولذات الرواية، أن هذا الاخير خاض حروبا استنزافية ضد أقوام الزنوجالقادمين من وراء نهر النيجر وكانت من أشهر حروب تلك المعركة الداميةمعركةجبنقريعام 1817 التي درات احداثها على ضفاف بحيرةتاغجيت“.

حيث تقول احدى الروايات الشعبية المتداولة لدى الفلان والطوارق معا، أن قبائل الفولان قد اقبلت بقرابة 5000 محارب وقتل منهم في تلك المعركة 1700 رجل مقابل رجل واحد من قبائل إيموشاغ يدعى الصافي أغ خوا. وكانتهذه آخر محاولة في العصر الحديث لقبائل الزنوج الرامية الى التمدد شمالاوالتوغل داخل أراضي الطوارق التقليدية.  ومنذ ذلك اليوم فإن قادة الفولانوحلفاءهم من قبائل الزنوج المختلفة، لم يتخلوا عن فكرة إبادة العنصرالأبيض وإخضاع المنطقة وسكانها لسلطتهم، بل وتهجيرهم إلى شواطئالمتوسط.

وفي عام 2015م وعلى حين غرة، برز تنظيمداعشالمتطرف بالقرب منمنطقة منكا (شمال مالي) وكان أغلب أفراد وقادة هذا التنظيم الدموي منإثنية الفلان والسونغاي الزنجيتين. وبعد فترة وجيزة من تأسيسه شرعالتنظيم في قتل مئات الأبرياء من الطوارق والعرب البيض وتدمير قراهموحرق الغابات وردم الأبار في هجمة دموية لم تستثن أيا من المناطق التييقطنها الطوارق في الشريط الحدودي بين  النيجر و مالي وبوركينافاسووالذي عرف فيما بعدبمثلث الموت“. وارتكبت قبائل الفولان وحلفاءهم  منالسود الذين يرفعون في كل معاركهم شعارات تقولتطهير الأرض منالعنصر الأبيضجرائم بشعة في حق سكان المنطقة الأصليين. ويعقدأصحاب هذا التيار المتطرف العزم على إعادة البيض إلى الشمال (ليبياوالجزائر) في سياسة تشبه سياسةالأرض المحروقةالتي تستهدف ذويالبشرة البيضاء دون غيرهم. ومن بين أحدث هذه الإبادات الجماعية في حقالإنسان الأبيض، هو حادثةتيليافي مارس 2021 والتي راح ضحيتهافي يوم واحد 200 شخص مدني جميعهم من البيض العزل المسالمين. وكانفي كل مرة يرفع فيها الزنوج رايةتنظيم الدولة الاسلاميةلغرض تبريرأفعالهم وتنفيذ استراتيجيتهم التي تهدف في الأساس إلى إحداث تغييرديمغرافي في منطقة الصحراء الكبرى وخلق فجوة سكانية للتوغل شمالا.

حركات السود في العالم: بداية معركة الرجلالأسود مع الابيض 

تعيش منطقة الساحل الأفريقي أزمات سياسية واقتصادية وأوضاع أمنيةهشة وانقلابات عسكرية متلاحقة تعتبر مبعث قلق لدى الجميع، ووسط ثورانوهيجان أفريقي غير مسبوق ضد التواجد الفرنسي والأجنبي عموما. وفيالجهة الأخرى من التل، يتزايد الكره والحقد ضد الرجل الأبيض الذي تربطهالذاكرة الافريقية السوداء عموما بالعبودية وبالاستعمار وبالفقر وكمسببرئيسي للأوضاع السيئة التي تعيشها القارة، ناهيك عن تصويره كشخصيةمستبدة وعنصرية متعالية متغطرسة. هذا التنامي المتزايد ضد الرجلالأبيض، قد تجاوز اليوم ساحات ومنابر القارة السمراء التي تدعو إلى الثورةوالتغيير وعبر بقوة إلى العواصم الغربية التي أضحت ساحة نشطة وفاترةوعامرة بالحركات التحريرية التي يدعو أغلب أصحابها إلى الانتقام منالميراث التاريخي السيء للرجل الأبيض ومن أفعال المستعمر المقيت.

 ولعل أبرز هذه الحركات التي تنشط اليوم في الغرب حركةبلاك لايفزماترس” Black Lives Matters       والتي يدعو أصحابها إلى إنهاءالتمييز العنصري ضد السود وإلى تصحيح المناهج الدراسية والتاريخ فيحقهم. وأحيانا يذهب بعض أعضاء هذه الحركة إلى أبعد من ذلك بكثير،حيث يقولون بضرورة إبادة العنصر الأبيض وإلى رفض التزاوج والاختلاطوالانجاب من البيضهذه الحركات والدعوات المتطرفة بالتأكيد ستكونحتما مدعاة للقلق و قد تصل في نهاية المطاف إلى حروب أهلية  وإلىاحتكاك مباشر بين الرجل الأبيض والأسود من داخل العواصم الأوروبية وهوأمر كان مستبعدا حتى وقت قريب.

بالإضافة إلى ما ذكرنا فإن أقوام جنوب الصحراء يشهدون هجرات منبيئاتهم الطاردة للاستيطان والهيمنة على  مناطق الذهب في كل من النيجرومالي وكذلك على مراكز الغذاء ومصادر المياه الرئيسية في هذه المناطق،بينما تتجه مجموعات اخرى عبر مسالك وبواباتالصحراءالمختلفة نحوالقارة العجوزة (أوروبا). بين هذا وذاك، اخذت مجموعات معتبرة منهمبالتخلي عن فكرة العبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط والاخذ فيالاستيطان بالمناطق الشمالية. وقد رأينا الكثير من مشاريع  الاستيطان فيكل من موريتانيا وليبيا وتونس والجزائر مما ولد تشنجا واحتقانا دائما يصلأحيانا إلى صدامات ومواجهات بين السكان الأصليين من البيض في هذهالمناطق والزنوج القادمين من جنوب الصحراء. وأبرز صور هذا التشنجالاحداث الخطيرة تلك التي عاشتها مدينة صفاقس التونسية في بداية يوليوالماضي. حيث عاشت هذه المدينة الساحلية أحداث دموية بين السود الافارقةالذين يرفعون شعارتونس للأفارقةوسكان المنطقة الأصليين. كما أنبعض الدول مثل الجزائر اضطرت في السنوات الأخيرة تحديدا في منطقةتامنغست” (مدينة في جنوب الجزائر) إلى منح قبائلالهوساالزنجيةالقادمين من جنوب الصحراء إذاعة محلية ناطقة بلسانهم في محاولة يآسةمن النظام الجزائري إلى إيجاد منافس جديد وتوازن ديمغرافي بينالطوارق، السكان الأصليين للمنطقة والزنوج القادمين من جنوب الصحراء.

هذه التطورات المتسارعة على كل المستويات، توحي بما لا يدع مجالا للشك إلى أن بوادر المعركة بين الرجل الأبيض والأسود باتت وشيكة، أو هذا علىالأقل ما تؤكده وتدعو إليه  معظم حركات السود في العالم التي تخرج بينالفينة والأخرى في مظاهرات مناهضة للتمييز العنصري كما هو الحاللمنتسبي حركةالأفروسنتريك” “Afrocentric”  في الغرب التي يطالبمنتسبوها  بتصحيح المناهج وكذلك السردية السائدة حول الرجل الأسود. وقد ظهر أعضاء هذه الحركة المتطرفة، في مناسبات عديدة من خلالتسجيلات حية موثقة على مواقع التواصل الاجتماعي في كل من تونسوليبيا والجزائر وهم ينادون بأعلى اصواتهم إلى وجوب استعادة القارة منالرجل الأبيض لأصحابها السود، بل بعض الأصوات ذهبت إلى أبعد من ذلكبكثير وصل إلى حد طرد البيض وإعادتهم الى شبه الجزيرة العربية أو إلىالضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط.

ويؤمن أصحاب هذا التوجه المتطرف بأنه لا وجود تاريخي للعنصر البشريالأبيض في أفريقيا، وأن كل من وجد فيها إما أنه قدم من الشرق أو منالجهة الأخرى من المتوسط.  ولازلنا نتذكر جيدا أول احتكاك بين  الافارقةالسود والليبيين في عام 2003 تحديدا في منطقةالزاويةالواقعة غربالعاصمة الليبية طرابلس، حيث شهدت آنذاك الزاوية أعمال شغب خطيرةبين السكان المحليين ومجموعات من المهاجرين السود القادمين من جنوبالصحراء. وراح ضحية ذلك الصراع الدامي عشرات القتلى والجرحى منالطرفين. أما في موريتانيا فتنشط منذ سنوات حركة قوية للسود والتي تحملعنوانحركة تحرير الزنوج الموريتانيينالتي يطالب أصحابها بالانفصالعن البيض وبحكم ذاتي يضمن حقوقهم السياسية وكشرط وحيد في عدمالاحتراب المباشر الذي باتت بوادره ومخاطره تتزايد يوم بعد يوم بين الرجلالأبيض والاسود في موريتانيا. ويحمل أغلب دعاة هذه الحركة فكرا متطرفالا يقل تطرفا من الحركات الأخرى التي يدعو اصحابها الى طرد البيض مندول الشمال وأحيانا إلى إبادة العنصر الأبيض.

حــركة قندا كــوي  المعادية للبيض في مـالي 

في بداية التسعينات من القرن الماضي برزت مجموعة من الحركاتالعنصرية في الصحراء وتحديدا في  منطقة ازواد (شمال مالي) والتي كانشعارهاإبادة العنصر الأبيض“.   ومن أبرز هذه الحركات حركة قندكويالتي تعني بلغةالسونغاي” “أصحاب الأرضاوملاك الأرض“. وقدارتكبت هذه الحركة جرائم بشعة في حق العزل من البدو الطوارق والعربالبيض وقامت في عدة حملات نظمتها بإحراق المراعي والحيوانات وتسميمالابار وهجرت مئات من الطوارق والعرب إلى داخل أزواد وخارجه وتحديداإلى الجارتين موريتانيا وبوركينا فاسو. ويقول قادة هذه الحركة المتطرفة، بأنهلا يمكن التعايش مع العنصر الأبيض وأنه لابد من إفنائه من على الأرض أوإعادته إلى شبه الجزيرة العربية. وكان أحد شعارات هذه الحركة العنصرية المتطرفة، يتجسد في صورة شخص أسود يقوم بما يشبه عملية قيصرية فيانتزاع مولود أبيض من بطن أمه الحية في رسالة واضحة لمنع خطر تكاثرالنسل الأبيض في المنطقة.  وقد أسس هذه الحركة العنصرية المدعومة منالجيش المالي، سيديو سيسي وهو أحد قيادات إثنية السونغاي المعاديةللطوارق وكل من هو أبيض،  كما يتكون أغلب قيادات هذه الحركة من قبائلالفولان والسونغاي والبانبرا وأغلبهم تعود أصولهم إلى دول نيجريا والسنغالوبوركينافاسو وتلقى التأييد من دول تدعم السود ضد البيض بالمنطقة.  علما ان الحكومة المالية تعتمد على هذه الحركة العنصرية في التصفيات العرقية وتهجير الطوارق والعرب من الإقليم. وتحظى بدعم كبير من باماكو ومن دول غرب افريقيا.

توصيات:

أ‌. على دول مثل ليبيا والجزائر تحديدا، تصحيح نظرتها وسياستها العدائيةفي حق الطوارق والتي تعمل دائما على إضعافهم وتقوية دول جنوبالصحراء على حسابهم. وإذا لم تتحرك هذه الدول بشكل سريع في هذاالاتجاه فسوف تجد نفسها في وقت قريب في خط المواجهة مع أقوام جنوبالصحراء وستكتظ عواصمها بالمهاجرين والمستوطنين الأفارقة كما ستواجهحروبا أهلية مدمرة

ب‌. على فرنسا على وجه الخصوص، تصحيح أخطائها التاريخية الفادحةفي حق الطوارق والتي كان أولها منحها أراضيهم لدول وأقوام غير مؤهلةلمفهوم الدولة تختلف جغرافيا وعرقيا وثقافيا مع الطوارق ، وعلى فرنسا أيضاالاعتراف بمطالب الطوارق في حق تقرير المصير و الاستقلال في كل منمالي والنيجر كما أن على دول الشمال دعم هذا المنحى.

ت‌. على دول الشمال عموما مراجعة حساباتها عن طريق دعم الطوارقوتقويتهم سياسيا وعسكريا كونهم الجدار العازل والحامي لحدودهمالجنوبية. فإذا انهار هذا الجدار، انهار معه الأمن والاستقرار في الشمال.

ث‌. على دول المنطقة العمل على توطيد الثقة بينها وبين مواطنيها الطوارق من خلال محاربة التهميش والعنصرية وكذلك من خلال تشجيع برامج التنمية في مناطقهم الغنية بالموارد الطبيعية والسياحية.

*أكـــــــــلي شــــــــــــكا هو خبير امني وباحث في قضاياالشعوب الاصيلة مقيم في لندن وهو صاحب عدد من البحوث والمؤلفات منها كتاب: رجل الصحراء: طريق طويل نحو دولة الطوارق (باللغة الإنجليزية) وكتاب: توماست مصل الحقيقة: مذكراتمناضل من الطوارق (باللغة العربية)

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى