جهوياتمجتمع

عيد الأضحى:بين هاجس الدين ورهان الواقع المادي

wlad-tayma2

حقائق24- نعيمة بقال 

(صحفية متدربة)

أيام استثنائية بأولاد التايمة:

لاحديث يعلو بمدينة أولاد التايمة على العيد ومستلزماته من ماشية,سكاكين ملابس مواد غذائية ومستلزمات , الكل يتساءل عن انخفاض وارتفاع الأثمنة ,فالمدينة تعيش أجواء منقطعة النظير. الأضاحي,خاصة العائلات الفقيرة التي يؤرقها غلاء الأثمان فعلى أرصفة الشوارع بالمدينة٬ ٬ باعة متجوّلون يغتنمون هذه الفرصة لعرض سلعهم أمام طلبات الناس . فهنا تُعرض سلع مختلفة لا تخرج عن إطار الملابس والأحذية والأحزمة٬  والسكاكين٬ والخناجر٬ والشوايات.. وما إلى ذلك من مستلزمات عيد الأضحى الضرورية.. وفي أماكن عديدة ومتنوعة٬

آلات يدوية أو كهربائية تدور طول اليوم لتشحذ مختلف السكاكين المعروضة من قِبل الزبناء لتكون كل مستلزمات الذبح والسلخ والتقطيع جاهزة يوم العيد.

أما الأسواق الأسبوعية٬ فالأغنام تحتلّ أزيد من نصف المساحات الخاصة بهذه الأسواق٬ إلى درجة أن بعضها احتلّ حتى الشوارع والأماكن العمومية بفعل كثرة الأضاحي لهذا الموسم.. والناس في هذه الأسواق لا يراود بالها شيء٬ سوى أن تعود إلى منازلها برفقة خروف العيد.

wlad3

هذه هي الأجواء التي يعيشها الكل قبل يوم العيد٬ غير أن لكل . شخص جوّه الخاص الذي يختلف به عن الآخر. فالأطفال الصغار ينتظرون حلول العيد بفارغ الصبر٬أما الكبار٬  وخاصة الفقراء ٬ فلا يرون في العيد سوى خسارة عظيمة تعصف بجيوبهم.

كابوس الفقر قد يحرم البعض فرحة العيد:

حليمة أرملة في الخمسينيات,سيدة تظهر عليها ملامح بؤس الزمن بكلكله,بوجه عبوس تتحدث وهي تتنفس الصعداء من وطأة الألم,”يارب ياكريم لا تحرمنا فرحة العيد,فأنت تعلم أحوالي وضنك معيشتي”,فأنفة حليمة لم تدعها تمد يد ها للأغنياء,فهي تتحمل مهام شاقة ومسؤوليات جسام لتتمكن من توفير ثمن أبخس أضحية, فحليمة نموذج للنساء المكدات اللائي أفنين حياتهن في مقارعة الظلم الاجتماعي,والانعتاق من مخالب الاستغلال.

هنا بمدينة أولاد التايمة للعيد نكهة خاصة,فبساطة الحياة ممزوجة بالتراكيب المدنية,الا ان طقوس العيد تحظى بتقديس الناس باعتبارها ماض عبق بمجد الأجداد.

 

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى