قضايا ومحاكم

بينهم رئيس الحكومة .. وهبي يفرج عن قانون‭ ‬محاكمة‭ ‬الوزراء

تمكن‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬وهبي،‭ ‬وزير‭ ‬العدل،‭ ‬أخيرا،‭ ‬من‭ ‬إحالة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬الحكومي،‭ ‬بعد‭ “‬اعتقال‭” ‬دام‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬دواليب‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للحكومة،‭ ‬التي‭ ‬أخضعته‭ ‬لتنقيح‭ ‬قانوني،‭ ‬وضبط‭ ‬عملية‭ ‬ملاءمته‭ ‬مع‭ ‬فصول‭ ‬الدستور. ‬

ووعد‭ ‬وهبي‭ ‬البرلمانيين‭ ‬والمنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والمدنية‭ ‬والصحافيين،‭ ‬بقرب‭ ‬إحالة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭ ‬على‭ ‬مسطرة‭ ‬المصادقة‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الحكومي‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان،‭ ‬وعانى‭ ‬كثيرا‭ ‬بسبب‭ ‬التأجيلات‭ ‬المتكررة‭ ‬للمناقشة‭ ‬والمصادقة‭ ‬النابعة‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ “‬الخلافات‭” ‬بين‭ ‬وزراء‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬محاكمة‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬بينهم‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬أنفسهم‭.‬

وفعل‭ ‬وهبي‭ ‬أحد‭ ‬بنود‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬محاكمة‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين،‭ ‬بينهم‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬ورئيسا‭ ‬مجلسي‭ ‬البرلمان،‭ ‬والولاة‭ ‬والعمال،‭ ‬ورئيس‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬ورئيس‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬والقضاة‭ ‬وضباط‭ ‬الشرطة‭ ‬القضائية،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬نوعية‭ ‬الجرائم‭ ‬المرتكبة‭.‬

والجديد‭ ‬الذي‭ ‬حمله‭ ‬مشروع‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية،‭ ‬في‭ ‬نصه‭ ‬الأول،‭ ‬المعد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬تفصيل‭ ‬مسطرة‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين،‭ ‬لتجنب‭ ‬العرف‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬حدد‭ ‬مسطرة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬محاكمة‭ ‬هذه‭ ‬الفئات،‭ ‬والتي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬قواعد‭ ‬الاختصاص‭ ‬الاستثنائي،‭ ‬وأطلق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجسم‭ ‬القضائي‭ ‬ومن‭ ‬هيآت‭ ‬المحامين،‭ “‬الامتياز‭ ‬القضائي‭”.‬

وتهم‭ ‬المحاكمة‭ ‬ثلاث‭ ‬فئات‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬المادة‭ ‬265‭ -‬1،‭ ‬الأولى‭ ‬تضم‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬ورئيس‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬والرئيس‭ ‬المنتدب‭ ‬للسلطة‭ ‬القضائية،‭ ‬والوزراء،‭ ‬ورئيسي‭ ‬مجلسي‭ ‬البرلمان،‭ ‬والولاة‭ ‬والعمال‭.‬

والفئة‭ ‬الثانية‭ ‬تهم‭ ‬قضاة‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف،‭ ‬والرئيس‭ ‬الأول‭ ‬لمحكمة‭ ‬درجة‭ ‬ثانية،‭ ‬أو‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬للملك‭ ‬لديها،‭ ‬وقضاة‭ ‬محكمة‭ ‬النقض،‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للحسابات،‭ ‬والمحكمة‭ ‬العسكرية‭.‬

أما‭ ‬الفئة‭ ‬الثالثة‭ ‬فتضم‭ ‬ضباط‭ ‬الشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬بالاختصاص‭ ‬الوطني‭.‬

وأثارت‭ ‬الفئات‭ ‬المعنية‭ ‬بالمتابعات‭ ‬في‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭ ‬السابقة‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬2002،‭ ‬إشكاليات‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬آليات‭ ‬تأطير‭ ‬الممارسة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬التحري‭ ‬والبحث،‭ ‬وتفتيش‭ ‬الأماكن،‭ ‬والوضع‭ ‬تحت‭ ‬الحراسة‭ ‬النظرية،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬بند‭ ‬يحدد‭ ‬من‭ ‬سيصدر‭ ‬الإذن‭ ‬بذلك،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬المسطرة‭ ‬السابقة‭ ‬للمتابعين‭ ‬بحق‭ ‬الاستئناف،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬باللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مسطرة‭ ‬النقض‭.‬

ولتجنب‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوائق،‭ ‬اشتغل‭ ‬وهبي‭ ‬وفريق‭ ‬عمله‭ ‬لسد‭ ‬الثغرات‭ ‬السابقة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬نص‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬إجراء‭ ‬البحث‭ ‬مع‭ ‬الوزراء،‭ ‬والرئيس‭ ‬المنتدب‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للسلطة‭ ‬القضائية‭ ‬وفق‭ ‬مسطرة‭ ‬خاصة،‭ ‬إذا‭ ‬نسب‭ ‬إليهم‭ ‬أثناء‭ ‬مزاولة‭ ‬مهامهم‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭ ‬ارتكاب‭ ‬فعل‭ ‬معاقب‭ ‬عليه‭ ‬بوصفه‭ ‬جناية‭ ‬أو‭ ‬جنحة‭.‬

الصباح –

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى